تخضع مدينة درنة، الواقعة في منطقة جبلية شمال شرق ليبيا، إلى حصار منذ أكثر من 17 شهراً من قبل قوات موالية للمشير خليفة حفتر وقد نجم عن ذلك ظروف اقتصادية وإنسانية مزرية لسكان المدينة ،فاقمتها حملات الاعتقال والغارات الجوية المتواترة. تعاني درنة أيضاً من تهميش سياسي واجتماعي في سياق الصراع على السلطة منذ عام 2011، ما يعيد إنتاج أنماط الإقصاء نفسها التي نشأت عن تاريخ المدينة كرأس حربة معارضة نظام القذافي.
بسبب هذا الوضع، ونظراً لمخاطر الحملة العسكرية الشاملة ضد المدينة من قبل قوات حفتر؛ هناك حاجة أكثر من أي وقت مضى للأزمة في المدينة. وفي حين تبقى عملية الحوار والمصالحة أفضل حل ممكن، فما تزال تواجه هذه العملية تحديات كثيرة تضع الوسطاء في موقع ضعف. تتعلق هذه التحديات بخصوصيات، ينظر الليبيون إلى درنة كبؤرة للإرهاب، ما يعني غياب الضغط العام المؤثر باتجاه حل الأزمة .