يتناول قسم الاقتصاد السياسي ببرنامج اتجاهات الشرق الأوسط أشكال التفاعل بين توزيع القوة والثروة بالمنطقة متبنيا في هذا السبيل مدخلا متعدد الأبعاد يتميز بالشمول والديناميكية. ويتسع هذا الإطار التحليلي ليشمل دراسة تدفقات رأس المال والتجارة وانتقالات البشر، كونها تنتج عن ترتيبات سياسية معينة، تتأثر بها وتؤثر فيها بدورها مؤدية إلى إعادة إنتاجها أو تحولها أو انقطاعها. يستخدم قسم الاقتصاد السياسي مناهج وأدوات أكاديمية بغية إنتاج بحوث موجهة نحو حل المشكلات والخروج بتوصيات للسياسات. وتقوم في هذا الصدد بدمج تحليلي للعوامل السياسية الحاكمة على المستويات الوطنية والإقليمية وكذلك على المستوى ما دون الوطني، وذلك للإجابة على أسئلة النمو والتنمية والعدالة التوزيعية. ويربط القسم هنا بين ثراء المعلومات حول التفاصيل المحلية والمجاوزة للسياقات الوطنية وبين التطورات على المستويين الإقليمي والدولي، خاصة في ظرف تاريخي تمر به المنطقة شهد إما انهيارا كاملا لسلطة الحكومات المركزية كما هو الحال في ليبيا واليمن أو ضعفا شديدا في أداء وظائفها كما هو الحال في سوريا والعراق. ويضطلع قسم الاقتصاد السياسي بعمله هذا من خلال إنتاج ملخصات للسياسات عالية الجودة بالإضافة إلى أوراق بحثية وتقارير جنبا على جنب مع عقد موائد مستديرة ومجموعات نقاش وورش عمل من أجل تحصيل وتحليل المعلومات ولكي تتسنى فرصة لجمع تعليقات ونشر نتائج وتوصيات عمل البرنامج من خلال التواصل المستمر مع الفاعلين ذوي الصلة في أوروبا والشرق الأوسط.
أسَّسَ مركز روبرت شومان للدراسات العليا في معهد الجامعة الأوروبية برنامج مسارات الشرق الأوسط في العام ٢٠١٦، استكمالاً للبرنامج المتوسّطي الذي وضع المعهد في طليعة الحوار البحثي الأورومتوسّطي بين العامَين ١٩٩٩ و ٢٠١٣.
يطمح برنامج مسارات الشرق الأوسط إلى أن يصبح جهة مرجعية دولية للأبحاث التي تتعلّق بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي تنظر في التوجّهات والتحوّلات الاجتماعية-السياسية، والاقتصادية، والدينية. ويسعى البرنامج إلى تحقيق هدفه هذا من خلال تشجيع البحث متعدّد التخصّصات بناءً على نتائج العمل الميداني، والتعاون مع باحثين من المنطقة. ويفيد البرنامج من خبرة باحثين ناطقين بلغات المنطقة الرئيسة، بما فيها العربية الفصحى والعامية، والفارسية، والطاجيكية، والتركية، والروسية.