تحميل الملف pdf

تخضع مدينة درنة، الواقعة في منطقة جبلية شمال شرق ليبيا، إلى حصار منذ أكثر من 17 شهراً من قبل قوات موالية للمشير خليفة حفتر وقد نجم عن ذلك ظروف اقتصادية وإنسانية مزرية لسكان المدينة ،فاقمتها حملات الاعتقال والغارات الجوية المتواترة. تعاني درنة أيضاً من تهميش سياسي واجتماعي في سياق الصراع على السلطة منذ عام 2011، ما يعيد إنتاج أنماط الإقصاء نفسها التي نشأت عن تاريخ المدينة كرأس حربة معارضة نظام القذافي.

بسبب هذا الوضع، ونظراً لمخاطر الحملة العسكرية الشاملة ضد المدينة من قبل قوات حفتر؛ هناك حاجة أكثر من أي وقت مضى للأزمة في المدينة. وفي حين تبقى عملية الحوار والمصالحة أفضل حل ممكن، فما تزال تواجه هذه العملية تحديات كثيرة تضع الوسطاء في موقع ضعف. تتعلق هذه التحديات بخصوصيات، ينظر الليبيون إلى درنة كبؤرة للإرهاب، ما يعني غياب الضغط العام المؤثر باتجاه حل الأزمة .

تحميل الملف pdf

تمرّ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تحولات عميقة. وقد اجتمعت التغيرات البنيوية الطويلة الأمد ذات الطابع الاجتماعي الاقتصادي والديموغرافي بالديناميات التي أطلقتها نزاعات تغيير الأنظمة و/أو النزاعات المسلّحة التي أتت نتيجة لثورات سنة 2011. 

فالنظام الإقليميّ الذي كان سائدًا قبل 2011 ما عاد مقبولا، الأمر الذي أدّى إلى تكاثر المواجهات الجيوسياسية وتكثيفها في ما بين القوى الإقليميّة والدوليّة، ما زاد في خطر قيام حالة من عدم الثبات غالبًا ما تحوّلت إلى نزاعات مسلّحة. ونتيجة لهذا، ثمّة إعادة تشكيل للتركيبة الإقليميّة وللأوضاع الداخليّة لكلّ من الدول المعنيّة في الصراع. وقد نشأت خطوط تصدّع جديدة وأحلاف جديدة. وأصبحت الحدود نقاطا لافتة على خريطة المنطقة السياسية المتحوّلة، وذلك بإعادة تفعيل التوتّر الحدوديّ، وانعدام سيطرة الدولة المركزيّة على المناطق الحدوديّة، وحتى في أعادة النظر في الحدود الوطنيّة التي قامت بعد عصر الاستعمار سوريا – العراق - ليبيا.

تأسّست مبادرة ليبيا في العام ٢٠١٥، وهي تركّز على ثلاثة مجالات: أبحاث السياسات حول ليبيا، القائمة إلى حدّ كبير على العمل الميداني، ودعم مبادرات الوساطة المحلية، والحوارات السياسية.

أبحاث السياسات

يهدف مسار البحث إلى إفادة صناع القرار في كلّ من أوروبا وليبيا بالمعلومات، من خلال إصدار تحليلات معمّقة حول السياسات تتناول الديناميات الرئيسة والتحوّلات الجارية في البلاد. وتقوم هذه التحليلات على العمل الميداني، ويجري إنتاجها بالتعاون الوثيق مع محلّلين وباحثين محليين، ويُنشَر باللغتَين العربية والإنكليزية.وتقوم هذه التحليلات على العمل الميداني، ويجري إنتاجها بالتعاون الوثيق مع محلّلين وباحثين محلّيين، ويُنشَر باللغتَين العربية والإنكليزية.

التوجيه

يشمل مسار البحث أيضاً مبادرة الإرشاد البحثي، وتهدف إلى دعم إنشاء شبكة من المحلّلين السياسيين المقيمين في ليبيا.

دعم الحوار

يقوم مسار دعم الحوار على شراكة وثيقة مع فريق "صنّاع السلام"، وهو مجموعة من الناشطين الليبيين المجتمعيين، غير السياسيين من شتّى مناطق ليبيا. لا يزال هذا المسار قائماً من دون انقطاع منذ كانون الثاني/يناير ٢٠١٥.

ويسعى المسار إلى تعزيز ودعم عملية مصالحة شاملة من القاعدة إلى القمّة، يمكن أن توطّد الحلّ السياسي للصراع، وتساعد في ترسيخه.

منصّة الحوار الليبي

في آب/أغسطس ٢٠٢٠، أطلقنا منصّة الحوار من أجل السلام والإستقرار في ليبيا ("منصّة الحوار الليبي").

سعينا من خلال هذا المشروع إلى إنشاء منصّة مُنسَّقة ومتواصلة للحوار والتبادل بين القوى السياسية الرئيسة في ليبيا، والباحثين الليبيين والدوليين، والمجتمع الدولي، حول القضايا الأساسية لتحقيق السلام والاستقرار في ليبيا.

تقوم المنصّة على:

• دعم عملية الحوار بين اللاعبين السياسيين الرئيسين في ليبيا بقيادة فريق "صنّاع السلام"، ومعالجة الصراع عبر منهج سياسي طويل المدى قائم على القضايا.
• إصدار تحليلات ذات الصلة بالسياسات، وتنظيم الأنشطة المتمحورة حول السياسات، بغية دعم النقاشات السياسية الليبية، والاستراتيجيات الدولية لبناء السلام.

#LibyaPlatform

أسَّسَ مركز روبرت شومان للدراسات العليا في معهد الجامعة الأوروبية برنامج مسارات الشرق الأوسط في العام ٢٠١٦، استكمالاً للبرنامج المتوسّطي الذي وضع المعهد في طليعة الحوار البحثي الأورومتوسّطي بين العامَين ١٩٩٩ و ٢٠١٣.

يطمح برنامج مسارات الشرق الأوسط إلى أن يصبح جهة مرجعية دولية للأبحاث التي تتعلّق بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي تنظر في التوجّهات والتحوّلات الاجتماعية-السياسية، والاقتصادية، والدينية. ويسعى البرنامج إلى تحقيق هدفه هذا من خلال تشجيع البحث متعدّد التخصّصات بناءً على نتائج العمل الميداني، والتعاون مع باحثين من المنطقة. ويفيد البرنامج من خبرة باحثين ناطقين بلغات المنطقة الرئيسة، بما فيها العربية الفصحى والعامية، والفارسية، والطاجيكية، والتركية، والروسية.